نوال عامر
بيت مليء
شعور الاستقرار أو غيابه جعلني أفكر في أسلوب حياتي، بعيدًا عن عائلتي والحياة العادية التي يعيشها الناس عادةً. بعيدًا عن والدي الذي من الطبيعي أن أراه كل يوم، وأن أحييه بتحية صباح الخير قبل أن أخرج إلى المدرسة، وأن أقضي وقتًا معه بعد عودته من العمل. لكن هذه لم تكن واقعيتي، فقد كنت ألتقي بوالدي فقط لمدة يومين في عطلة نهاية الأسبوع، وذلك بسبب جدار الفصل الذي كان السبب في أن والدي يعيش في رام الله بينما كنت أنا وأمي وأخواتي نعيش في القدس.
بدأت قصة المشروع في اليوم الذي ولدت فيه، لكنها تطورت عندما بدأت أفكاري في التطور وعندما بدأت في التفكير بشكل نقدي، حينها فهمت كيف يمكنني تحويل حياتي إلى عمل فني. بدأت أفكر في استخدام الزهور لأنها عنصر بسيط وشائع، ولأنها ترتبط بطفولتي حيث كان والدي يملك محلًا للزهور. في العمل، هناك 539 زهرة شفافة، بدون ألوان، تشير إلى تجريدها من جمالها وغياب والدي عن حياتي اليومية. إلى جانب ذلك، هناك 79 زهرة ملونة مرتبة في باقة على طاولة في حفل زفاف، تشير إلى الوقت الجميل والمريح الذي أقضيه مع العائلة في رام الله.
اخترت تغطية الزهور بالخرسانة للإشارة إلى قسوة الجدار. كتل الخرسانة هي أساس الزهور الملونة كتشبيه للجدار بلونه الرمادي.